أﻛﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﻓﻜﺮﻱ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻌﻘﻮﻟﻨﺎ ﻫﻲ ﺇﻗﻨﺎﻋﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮَ ﻭﺍﻟﺤﺠَﺮ والرمال والحدود الوهمية ﻭﻃﻦ، ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻤﻮﺕ ﻓﺪﺍﺀً ﻟﻸﺳﻼﻙ ﺍﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﺳﺎﻳﻜﺲ وبيكو، ﻭﺳﻤّﻮﺍ ﺍﻟﺤﻈﻴﺮﺓ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ!
وقاموا بإعطاء الأشخاص داخل الحظائر بطاقة الهوية والجنسية والقومية والعرق والنسل .. لكي يعرفوا الأشخاص تماما كما يصبغون الماشية لكي يعرفها أصحابها .. ومع أن هذه المسميات للتفرقة تجد الأشخاص يعتقدون أنهم مقدسون وذوو شأن وتاريخ عظيمين؛ فتجد المصري يفتخر بتاريخ مزيف والسعودي والمغربي والجزائري وغيرهم . وكل منهم يقتل الآخر اذا عبر الصحاري إلى التراب المقدس
وأصبح قتل كل من يعبر الحدود الوهمية إلى التراب المقدس شرفا ووطنية عظيمة وموتا في سبيل الوطن (شهيد الوطن) وسينال الجنة.
وصرنا نجد الشعوب تتبادل الشتائم والكراهية والفرقة بالرغم من أن المسلمين أمة واحدة.
إتفاقية سايكس بيكو أدخلت الأمة في 100 سنة من التيه والضياع ، جعلت الولاء والبراء يعقد على قطعة أرضٍ مسيجة بسياج مشيك ، وخرقة ملونة بألوان ، من يملك ورقة تسمى جنسية هو أخي وصديقي ولو كان فاسدا، ومن هو خارج هذه الحدود الوهمية هو ألد أعدائي وخصامهم ولو كان مسلما مسالما.
أتخيل مشهدا في ذهني كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعز ، وشموخ ، يرمق جيشه ، وفيه العربي والأعجمي ، الأبيض والأسود ، فيه أبو بكر القرشي ، وسعد الأوسي ، وسلمان الفارسي ، وصهيب الرومي ، وأبو الذر الكناني ، وبلال الحبشي ، فيقول رسولنا صلى الله عليه وسلم : اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ، فانصر الأنصار والمهاجرة.
فيرد جيشه صلى الله عليه وسلم قائلين : نحن الذين بايعوا محمدا ، على الجهاد ما بقينا أبدا.
وأتخيل ذاك القائد العسكري ذا الكرش المتدلي ، والكتوف المتهدلة يقف بتعجرف وعتاهية أمام جيشه ، وقد أُشرب الزقوم في بطنه ، صارخا بأعلى حسه : أيها العساكر ، النصر للوطنية ، قاتلوا من أجل هذه الدنيا ، حكموا القوانين الوضعية ، احموا الحدود الوهمية .. فيرد جيشه عليه : نموت نموت ويحيا الوطن !
ﺍلوطن اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫو ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ و الإسلام ، ﺃﻳﻨﻤﺎ يمكنني اداء شعائري الدينية فوق أي أرض وتحت أي سماء ﻓﺬﺍﻙَ هو ﻣﻮﻃﻨﻲ
=========================