هل تفكر في إنشاء مشروعك الخاص وتجول في رأسك عشرات الأفكار، ولا تعرف أي الأفكار ستكون أنجح من غيرها؟ الأمر بسيط، كل ما عليك هو قراءة هذا التقرير.
مبدئياً الفكرة الجيدة تنتهز فرصة احتياج السوق لسلعة غير متوفرة فيه من الأساس، أو حل لمشكلة موجودة في السوق فعلاً، أو سد احتياج لسلعة معينة هناك نقص فيها.
معرفة المشكلة أو ما يحتاجه السوق
إدراك رائد الأعمال للاحتياج الموجود في السوق ولمس المشكلة التي يعاني منها المجتمع، أول عنصر مطلوب لخلق فكرة ناجحة، لذا لا بد أن تعرف ما يحتاجه السوق، ومن الذي تحل مشكلته بفكرة مشروعك، وبالتالي سيكون بحاجة لمنتجك أو خدمتك التي تقدمها.
إنجي منتصر، صاحبة مشروع لصناعة وتصميم حدائق منزلية Garden indoors، لاحظت افتقاد كثير من سكان القاهرة للمساحات الخضراء، مع عدم قدرتهم المالية على شراء فيلات بحدائق، فقررت تأسيس مشروعها لإدخال العنصر الأخضر لمنازل هذه الشريحة.
تقول إنجي، التي لم تختَر اسماً لمشروعها حتى الآن، : "المشاكل الكثيرة التي تعاني منها بعض الدول، تجعلها أرضاً خصبة للمشاريع، لأن هذه المشاكل تحتاج أفكاراً لحلها". لذا ترى أن مصر أرضاً خصبة للمشاريع. في وجهة نظرها.
البناء على الاتجاهات
معرفتك الاتجاهات الجديدة في السوق، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، يساعدك في اختيار فكرة ناجحة لمشروعك. فإذا أدركت مثلاً أن هناك زيادة في عدد المواليد الجدد، فسيكون من الأمثل أن تفكر في تلبية الاحتياجات التي يتطلبها السوق في ضوء هذه الزيادة.
آلاء شاهين، رائدة أعمال مصرية، رأت اتجاهاً جديداً في السوق، يتمثل في بحث شريحة من المواطنين عن بدائل آمنة لمزيلات العرق التي تحتوي على مواد كيماوية، بعد تحذيرات أطلقتها دراسات حديثة من أن هذه المزيلات تسبب السرطان.
تقول آلاء، صاحبة مشروع «نانقر»، إنها لجأت هي وشقيقتها، لاستخدام مواد طبيعية كمزيل لرائحة العرق، عندما وجدت دراسات تحذر من أن بعض المزيلات الكيماوية «تمنع التعرق»، وهذا ما يؤدي لبقاء السموم داخل الجسم، ويسبب الإصابة بالأمراض السرطانية.
كيف تقيم فكرة مشروعك؟
حين تفكر في تأسيس مشروع ستجول في رأسك الكثير من الأفكار، لتعرف أيها تستثمر فيها وقتك ومالك، فلا بد من تقييم كل فكرة وفق 3 معايير.
المعيار الأول خاص بقاعدة العملاء، معرفة حجم السوق جيداً، وهل هناك عملاء مستعدون لدفع أموالهم مقابل الخدمة التي سيقدمها مشروعك أم لا؟
تشير صاحبة مشروع «نانقر» إلى أنها وجدت أن هناك عدداً كبيراً لديه المخاوف نفسها التي لديها من مزيلات العرق الكيماوية. وحين قدمت وشقيقتها منتجاً طبيعياً لإزالة رائحة العرق، لاقى رواجاً كبيراً، ليتحول الأمر من استخدام شخصي لمشروع، وهو ما جاء بناءً على معرفة أن هناك نسبة كبيرة مستعدة لدفع أموال مقابل منتج طبيعي لإزالة رائحة العرق.
المعيار الثاني خاص بمعرفة هل هناك حواجز للدخول كوجود شركات كبيرة تقدم الخدمة نفسها، ولا يمكنك منافستها بأي وسيلة؟
كما لا بد أن تعلم، هل لديك القدرة على الدفاع عن مشروعك حين تؤسسه أم لا، من خلال (العلامة التجارية، أو المعرفة، أو التكنولوجيا).
إنجي منتصر، رأت أن فكرة الحدائق المنزلية مقتصرة بشكل كبير على المباني الإدارية الضخمة، لذا لم يكن هناك حواجز تمنعها من تنفيذ فكرتها، فشرعت في تأسيس مشروعها.
وبالنسبة إلى آلاء، التي وجدت سوقاً استقبل منتجها بشكل جيد، قررت أن يكون لها علامة تجارية. وقالت: «لما حسيت إن ليا سوق، ابتديت أفكر في إني أكون Brand، وأحط خطة أدافع بيها عن منتجي». موضحة أنها تعتمد الآن على أن اسم «نانقر» أصبح علامة تجارية، وأن سعر منتجها ليس مرتفعاً إلى جانب تقديم المنتج في شكل جيد.
المعيار الثالث، خاص بقابلية الفكرة للتطبيق بناء على المعرفة. أي هل لديك العلم، والموارد المتاحة لك، التي تمكنك من إطلاق مشروعك بنجاح أم لا؟
تشير إنجي منتصر إلى أنها تمتلك المعرفة التي أهلتها لتأسيس مشروعها، فهي تخرجت من كلية التخطيط العمراني جامعة القاهرة عام 2010.
أما آلاء، التي تخرجت من كلية التربية الفنية عام 2011، فقد اكتسبت معرفتها وفق ما تقول، من خلال البحث في شبكة الإنترنت على المواقع الأجنبية الموثوق بها، بالإضافة لاستعانتها بأصدقائها من خريجي كلية الصيدلة.
تطوير الأفكار
أي فكرة تكون في البداية خاماً، ومع التنفيذ تتطور، وهذا التطور لا يأتي إلا بالتفاعل مع العميل، وتجربة المنتج، وقياس رد فعل المستهلك، كل هذا قبل إنفاق الأموال في تأسيس الشركة واستقدام عمال وشراء آلات.
تقول فاطمة إبراهيم، صاحبة مشروع «Toma Crafts» للحرف اليدوية، إنه ليس من الضروري أن يقدم مشروعك سلعة جديدة، ولكن المهم أن تكون فكرتك هدفها تقديم سلعة فيها تميز عن الموجود بالسوق في الجودة، الخدمة والسعر.
وتضيف إبراهيم إن استخدام الكروشيه كان مقتصراً على فصل الشتاء، لكنها طورت استخدامه من خلال تفاعلها مع العملاء لتنتج منه ستائر، واكسسوارات، كما استخدمت خيوطاً من القطن في بعض منتجاتها لتناسب فصل الصيف.
تعليق