القلب ذاك العضو الصغير،الذي هو بسببه تحيى المخلوقات،وتظل على قيد الحياة إلى
أجلها المسمى وبعد أن يتوقف هو عن الخفقان،يظل طوال فترة الحياة يتخبط مابين الضيق
والحزن والهم،ومابين الراحة والسعادة والهدوء،ويبقى السؤال ماسر تلك الراحة التي
تحيط بالقلوب؟،والتي بالرغم من تقلب الأحوال في الحياة،إلا أن تلك القلوب تظل في
راحة عجيبة،وفيما يلي إجابات مختصرة وكافية لكل أسئلتك،عسى ولعل تكون سبب
في تجربة قلبك للراحة والسعادة:
1-ذكر الله عز وجل:يقول الله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)).
هذا هو السر الأول من سر راحة القلوب،وهوالدواء الأول والأخير الذي ستداوم عليه.
2-ترك جراثيم القلب:ألا وهي الكره،والحقد،والحسد،فجميعها تنهك عقلك بالتفكير،وقلبك
بالاحتراق،فيستحيل أن يمضي يومك بشكل عادي بسببهم،فتشعر بأن كلا العقل والقلب
منهوكان،مما يتسبب بالدخول في عناء وألم نفسي،لهذا وجب تنظيف القلب منهم جميعا،و
تذكر قوله تعالى : ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ).
3-حاول اسعاد الغير:عندما تحاول اسعاد الغير ،وتبعد عنهم كل مايحزنهم،وتسعى في
قضاء حوائجهم،وتخليصهم من كربهم،فإنك ستسعد لأنك أسعدتهم ،وسترتاح لأنك أرحتهم
وتذكر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا, نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ, وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ, يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا, سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ, مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ, وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا, سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ, وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ, يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ, إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ, وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ, وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ, وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ, وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ, لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ)).
4-السعي في الخير:حاول أن تسابق الجميع في فعل الخير،فصدقني كل خير تقدمه
وتقوم به سيعود عليك بكل خير وأكثر،يقول الله تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.
وكانت هذه أهم أربع أسرار تقوم بها لتريح قلبك،ولا تنسى الضمير لأنك كلما سعيت
في إراحته أرحت قلبك أيضا،فهو أساس نبض القلب،فينبؤك بالصحيح والخطأ ،فعندما تسلك
الطريق صحيح يركد،وعندما تسلك الطريق الخاطئ يهيج ويثور،وأنت أدرى بما يريح قلبك
لأنك تعلم بأن السعادة تبدأ منه. أسرار راحة القلب الأربعة