تزايد في الآونة الأخيرة الحديث عن الخرائط الذهنية وأهميتها ومميزاتها العديدة، وعلى الرغم من أنّ مفهوم الخرائط الذهنية ليس حديثًا إلاّ أنّ هناك العديد من التطورات والتعديلات التي أُدخلت على هذا المجال وجعلته متاحًا لمختلف الأشخاص من كافة الخلفيات التعليمية والمهنية.
سنتعرّف في مقال تعلّم اليوم على كلّ ما يتعلّق بالخرائط الذهنية، بدءًا من مفهومها ووصولاً إلى كيفية استخدامها وأهم البرامج والتطبيقات التي تمكنّك من تصميم مثل هذه الخرائط.
ما هي الخرائط الذهنية؟
يعود الفضل في استحداث خرائط العقل إلى توني بوزان Tony Buzan، حيث ألّف كتابًا بعنوان "الخرائط الذهنية" والذي ضمّن فيه كلّ أبحاثه وما توصّل إليه في هذا الشأن.
أمّا عن مفهومها، فهي عبارة عن تمثيل مرئي للطريقة التي يرتّب بها الدماغ المعلومات. في مركز الخريطة يتمّ وضع الكلمة الرئيسية (أو صورة أو حتى رمز يعبّر عنها)، ثمّ يتفرّع من المركز كلمات إضافية أو صور ذات علاقة بالكلمة الرئيسية في المركز، حيث تترابط الكلمات والرموز في الخرائط الذهنية تمامًا كما يربط الدماغ بين المعلومات معًا.
ومن هذه الكلمات والرموز الفرعية، يمكن أن تتفرّع المزيد من المواضيع، ويستمرّ الأمر على هذا المنوال في الخريطة الذهنية إلى حين ترتيب جميع المعلومات، أو الوصول إلى الغاية من رسم الخريطة.
فوائد الخرائط الذهنية
خرائط العقل هي ببساطة مرآة خارجية تعكس طريقتك المتشعبة في التفكير، وتبسّطها من خلال الاستعانة برسومات وصور توضيحية تسهم في إطلاق قدرات دماغك الديناميكية، حيث تتلخص أهم فوائد الخرائط الذهنية فيما يلي:
1- الفعالية والتنظيم
تتشارك الخرائط الذهنية بأنواعها في عدد من الأمور الأساسية، حيث تتمتّع جميعها ببُنية تنظيمية تبدأ من نقطة مركزية ثمّ تتشعب بعد ذلك إلى نقاط فرعية. وجميع الخرائط الذهنية تستخدم الخطوط، الرموز، الكلمات المفتاحية بالإضافة إلى الألوان والصور التي تتوافق مع مفاهيم صديقة للدماغ. ولعلّ أهم ما يميز الخرائط الذهنية، قدرتها على تحويل القوائم الطويلة من المعلومات الجامدة القاتمة إلى رسم بياني عالي التنظيم مليء بالألوان الأمر الذي يسهّل عملية حفظ وفهم هذه المعلومات، نظرًا لكون هذه الاستراتيجية في التنظيم تتوافق تمامًا مع طريقة الدماغ في تخزين المعلومات الجديدة.
2- تحفز الإبداع
أحد الأمور الرائعة المتعلّقة بالخرائط الذهنية هو أنّها تتيح لك كتابة أفكارك بمجرّد أن تخطر لك، دون الحاجة إلى تدوينها حسب ترتيب أو تسلسل معيّن.
هذا الأمر بدوره يحفّز الدماغ على الخروج بأفكار إبداعية جديدة، ويُسهم في رفع الإبداعية، نظرًا لأن الخرائط الذهنية لا تقيّد العقل بتسلسل أو طريقة محددة لكتابة الأفكار.
3- إمكانية عرض التفاصيل الدقيقة
خرائط العقل هي واحدة من الطرق القليلة التي تمكّنك من عرض المعلومات بأدقّ التفاصيل، بل وتتيح إمكانية الوصول إلى تفاصيل ربما لم تكن تخطر لك قبلاً، ولم تكن لتخطر لك عند استخدام طرق أخرى لتوضيح المعلومات.
كيف ذلك؟
عندما ترسم خريطة ذهنية، وتبدأ بوضع الأفكار الرئيسية المتفرعة من المركز، ثم أفكار ثانوية متفرّعة من الأفكار الرئيسية، ستجد نفسك لا إراديًا تستكشف أفكارًا وتفاصيل جديدة أعمق وأدقّ لم تكن واعيًا بوجودها من قبل.
4- تطوير المهارات المختلفة وخاصة المهارات الكتابية
في دراسة أُجريت سنة 2009 على مجموعتين من الطلاب الذين طُلب منهم كتابة مقالة حول موضوع معيّن، وتمّ إخضاع إحدى المجموعتين لورشات تدريبية في رسم وبناء الخرائط الذهنية، تبيّن أن أفراد المجموعة الذين خضعوا للتدريب قد أبلوا أفضل من المجموعة التي لم يتطرّق أفرادها إلى موضوع خرائط العقل.
لقد كانت العيّنات الكتابية للمجموعة الأولى أكثر تنظيمًا وترابطت فيها الأفكار بصورة أفضل وأكثر منطقية.
من هنا نستنتج أن الخرائط الذهنية تساعد وبشكل كبير في تطوير المهارات الكتابية، نظرًا لأنها تساعد الكاتب على تجهيز أفكاره وتمحيصها وتحديد الروابط بينها قبل كتابتها في شكل نصّ.
5- رفع الإنتاجية
وهو أمرٌ حتمي لا مجال للشكّ فيه. فعند زيادة تدفّق الأفكار الإبداعية الناجم عن استخدام الخرائط الذهنية، سيؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى توفير الوقت والجهد في عملية التخطيط والتفكير، وبالتالي رفع الإنتاجية.
في الواقع، وبحسب استطلاع للرأي أُجري سنة 2019 لمعرفة أثر استخدام برامج الخرائط الذهنية، تبيّن أنّها بالفعل قادرة على زيادة الإنتاجية بمقدار 30%، بل وتساعد على توفير قرابة الـ 7 ساعات أسبوعيًا في عملية التخطيط.
مجالات استخدام الخرائط الذهنية
سواءً كنت طالبًا جامعيًا أو في المدرسة، أو كنت موظفًا أو ريادي أعمال، يمكنك على الدوام الاستفادة بالخرائط الذهنية في دراستك وعملك، ذلك أنّها طريقة مرنة للتخطيط وحفظ وتمثيل المعلومات.
فيما يلي بعض الأمثلة على مجالات استخدام الخرائط الذهنية:
1- التخطيط للمشاريع
يمكنك الاستعانة بخريطة ذهنية في عملية التخطيط للمشاريع في وظيفتك. هذه الطريقة ستساعدك على تذكر جميع جوانب وتفاصيل المشروع، وتجنّبك نسيان الأمور المهمّة التي تعمل عليها، في المشروع.
2- تدوين الملاحظات
إنها طريقة رائعة وسريعة لتدوين الملاحظات خلال المحاضرات الدراسية، أو أثناء تقديم عرض تقديمي. حيث يمكنك على الدوام رسم تفرّعات جديدة للموضوع الرئيسي الذي تدرسه أو تتحدّث عنه، وبهذه الطريقة ستزداد قدرتك على حفظ المعلومات، وتقديمها للغير بصورة سلسة تعلق في الأذهان.
3- الكتابة
إن كنت كاتبًا أو مؤلفًا، وتعاني من عقدة الكتابة، أو ما يُعرف بالـ Writer's Block، فالخرائطُ الذهنية هي الحلّ. يمكنك استخدامها كطريقة للعصف الذهني والخروج بأفكار جديدة ثمّ الربط بينها بأسلوب منطقي ومشوّق لقرّائك.
4- تنظيم الفعاليات
إن كنت تعدّ لإقامة حفلة أو حدث معيّن، يمكنك استخدام الخرائط الذهنية في كتابة أسماء المدعوين، وكذلك المهامّ الأساسية المتعلّقة بالإعداد لهذا الحدث المهمّ. تأكّد أنك لن تنسى شيئًا وسيكون ذلك الحدث الأفضل الذي تنظّمه على الإطلاق.
5- تحديد المهام والواجبات اليومية
تساعدك الخرائط الذهنية على تحديد جميع المهام اليومية التي يتوجّب عليك القيام بها، بل وتدوين أيّ مهام أصغر تتفرّع من المهمّات الأكبر. هذه الطريقة ستجعلك حتمًا أكثر تنظيمًا وإنتاجية.
6- وضع وتحديد الأهداف
تعدّ الخرائط الذهنية طريقة رائعة لوضع وتحديد الأهداف، حيث يمكنك تحديد أهدافك للعام الجديد مثلاً من خلال وضع السنة الجديدة في مركز الخريطة، ثمّ كتابة أنواع الأهداف التي تريد تحقيقها على شكل تفرّعات رئيسية من المركز، في حين تأتي الأهداف على شكل تفرّعات ثانوية.
يمكنك أيضًا أن توضّح الخطوات الأساسية لتحقيق كلّ هدف، من خلال إضافة المزيد من الفروع التي تتفرّع من كلّ هدف.
طريقة رائعة، منظّمة ومفصّلة للتخطيط لأهدافك، أليس كذلك؟!
كيفية رسم الخرائط الذهنية
حسنًا، بعد أن تعرّفت على مفهوم الخرائط الذهنية، فوائدها ومجالات استخدامها، حان الوقت للانتقال إلى التطبيق العملي، والبدء برسم خريطة ذهنية حقيقية.
قد يبدو الأمر صعبًا في البداية، خاصّة بالنسبة لأولئك الذين لا يتقنون الرسم أو لم يعتادوا على استخدام الصور التوضيحية والرموز في عملية التخطيط. لكن لا عليك، من خلال بعض التدريب ومع اتباع الخطوات التالية ستعتاد تدريجيًا على عملية بناء الخرائط الذهنية، ولن يمرّ الكثير من الوقت حتى تصبح محترفًا فيها!
1- خذ ورقة ومجموعة من الأقلام الملونة (لابدّ أن تستخدم ألوانًا مختلفة في الخريطة الذهنية لتسهيل عملية ترتيب الأفكار).
2- فكّر بموضوع عام وأساسي ترغب في بناء خريطة ذهنية له، واكتبه أو عبّر عنه برسم توضيح في منتصف الصفحة، مثلاً: "أهدافك للمستقبل"، احرص على استخدام أقلّ عدد ممكن من الكلمات، يمكنك أن تكتب: "المستقبل"، أو تكتب سنة معيّنة مثل: "2020"...الخ.
3- حدّد أفكارًا رئيسية ذات علاقة بالموضوع العام الذي اخترته، وابدأ في رسم فروع متشعبة من المركز، بحيث يعبّر كلّ فرع عن فكرة أساسية واحدة، ولا تنسَ استخدام رسم توضيحي أو كلمة مفتاحية لتعبّر عن كلّ فكرة. مثلاً، في خريطة أهداف المستقبل، يمكنك تقسيم أهدافك إلى أهداف عائلية، تعليمية، وظيفية، ترويحية...الخ.
4- حاول التفكير في نقطتين على الأقل لكلّ فرع رئيسي ودوّنها في شكل غصينات صغيرة متشعّبة من الفكرة الأساسية ذات العلاقة، حيث يمكنك على سبيل المثال كتابة هدف أو اثنين ترغب في تحقيقهما مستقبلاً على المستوى العائلي، أو التعليمي...الخ.
ملاحظة: يمكنك بالطبع أن تجعل أفكارك أكثر تشعّبًا، كأن تقسّم أهدافك الوظيفية إلى أهداف مادية لها علاقة بتحسين دخلك، وأهداف أخرى متعلقة برفع كفاءتك ومهاراتك.
بمجرّد أن تبدأ في رسم الخريطة الذهنية، ستلاحظ تدفّق الأفكار بسلاسة ووضوح أكثر وبقدر أكبر أيضًا نظرًا لأن هذه الاستراتيجة تسهم في تنشيط العصف الذهني أيضًا.
أفضل خمس برامج إلكترونية للخرائط الذهنية
على الرغم من أنّ الأساس في الخرائط الذهنية أن تُرسم يدويًا، إلاّ أن تزايد استخدامها في مجالات واسعة مثل وضع استراتيجيات الشركات الكبيرة أدّى إلى ظهور العديد من البرامج الإلكترونية وتطبيقات الهواتف التي تستخدم في بناء الخرائط الذهنية الضخمة. فإن لم تكن من محبّي الرسم اليدوي، يمكنك استخدام إحدى النسخ الإلكترونية التي يراها البعض أسهل وأكثر عملية.
1- موقع Bubbl.us
يعتبر موقع Bubbl.us أحد أبسط وسائل رسم الخرائط الذهنية، وبعكس العديد من البرامج المشابهة، التي تحرص على تقديم مميّزات إضافية، يركّز هذا الموقع بشكل رئيس على رسم الخرائط الذهنية فقط. يتيح الموقع إمكانية استخدام النسخة المجانية التي تسمح للمستخدم ببناء ثلاث خرائط ذهنية فقط وبمميزات أساسية، بالإضافة إلى نسخة مدفوعة تبدأ من 6 دولارات شهريًا والتي تتيح للمستخدم بعض الخيارات المتقدّمة مثل العمل المشترك بين أكثر من شخص أو إمكانية مراجعة خطوات بناء الخريطة الذهنية السابقة.
2- موقع WiseMapping
هذا الموقع متاح مجانًا لكلّ من الأفراد والشركات، ويقدّم حلولاً مختلفة لرسم الخرائط الذهنية. كما أنه يتيح إمكانية تنزيل نسخة على من البرنامج والعمل مباشرة من جهازك الخاص وهو أمر يفضّله في الغالب أصحاب الشركات نظرًا لأنه أمانًا.
3- موقع IdeaFlip
هذا الموقع مصمم بشكل رئيسي لعمليات العصف الذهني الجماعية، وبالطبع، يستطيع الأفراد استخدامه أيضًا. حيث يمكن الوصول إليه من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية، لكن الموقع لا يتيح استخدامًا مجانيًا، إذ تبدأ رسوم الاشتراك للأفراد من 9 دولار شهريًا، أمّا عروض الشركات فتبدأ بـ 145 دولارًا شهريًا حيث تأتي مرفقة بمميزات عديدة مثل وسائل إدراة الفريق وغيرها.
4- موقع Lucidchart
بدلاً من التركيز على رسم الخرائط الذهنية، يعتبر هذا الموقع متخصصًا في الرسومات البيانية، الأمر الذي يجعل منه البرنامج الأمثل لبناء الخرائط الذهنية، وذلك لأنه يتيح قدرًا كبيرًا جدًا من المرونة، كما أنّه من البرامج الشهيرة التي المستخدمة من قبل أكبر الشركات من مثل شركة فورد ونتفلكس وSpotify.
يوفّر الموقع عدّة خيارات للأفراد والشركات، حيث يبدأ عرض الأفراد بـ 4.95 دولار شهريًا وعرض الفرق أو الشركات بـ 20 دولار شهريًا، بالإضافة إلى إمكانية العمل على نسخة محدودة الميزات بشكل مجاني.
5- تطبيق FreeMind
هذا التطبيق مجاني تمامًا يمكن استخدامه على أجهزة الويندوز Windows، ماك macOS و لينوكس Linux. وعلى الرغم من أنّ تجربة المستخدم فيه ليست جيدة جدًا مقارنة بالمواقع السابقة، إلاّ أنه مع ذلك من التطبيقات القوية ذات المرونة العالية. لا يوجد في هذا التطبيق العديد من ميزات الاستخدام المشترك لذا فهو مخصص للاستخدام الفردي فقط، وليس مناسبًا للشركات أو فرق العمل.
كانت هذه قائمة بأفضل مواقع بناء الخرائط الذهنية، ولكن في واقع الأمر، يمكنك استخدام أي برنامج إلكتروني تقريبًا لعملية رسم الخرائط، مثل الفوتوشوب أو برامج الوورد Microsoft Word أو غيرها، الفرق الوحيد هو أن التطبيقات المتخصصة قد تكون أكثر مرونة وسهولة في الاستخدام.
سنتعرّف في مقال تعلّم اليوم على كلّ ما يتعلّق بالخرائط الذهنية، بدءًا من مفهومها ووصولاً إلى كيفية استخدامها وأهم البرامج والتطبيقات التي تمكنّك من تصميم مثل هذه الخرائط.
ما هي الخرائط الذهنية؟
يعود الفضل في استحداث خرائط العقل إلى توني بوزان Tony Buzan، حيث ألّف كتابًا بعنوان "الخرائط الذهنية" والذي ضمّن فيه كلّ أبحاثه وما توصّل إليه في هذا الشأن.
أمّا عن مفهومها، فهي عبارة عن تمثيل مرئي للطريقة التي يرتّب بها الدماغ المعلومات. في مركز الخريطة يتمّ وضع الكلمة الرئيسية (أو صورة أو حتى رمز يعبّر عنها)، ثمّ يتفرّع من المركز كلمات إضافية أو صور ذات علاقة بالكلمة الرئيسية في المركز، حيث تترابط الكلمات والرموز في الخرائط الذهنية تمامًا كما يربط الدماغ بين المعلومات معًا.
ومن هذه الكلمات والرموز الفرعية، يمكن أن تتفرّع المزيد من المواضيع، ويستمرّ الأمر على هذا المنوال في الخريطة الذهنية إلى حين ترتيب جميع المعلومات، أو الوصول إلى الغاية من رسم الخريطة.
فوائد الخرائط الذهنية
خرائط العقل هي ببساطة مرآة خارجية تعكس طريقتك المتشعبة في التفكير، وتبسّطها من خلال الاستعانة برسومات وصور توضيحية تسهم في إطلاق قدرات دماغك الديناميكية، حيث تتلخص أهم فوائد الخرائط الذهنية فيما يلي:
1- الفعالية والتنظيم
تتشارك الخرائط الذهنية بأنواعها في عدد من الأمور الأساسية، حيث تتمتّع جميعها ببُنية تنظيمية تبدأ من نقطة مركزية ثمّ تتشعب بعد ذلك إلى نقاط فرعية. وجميع الخرائط الذهنية تستخدم الخطوط، الرموز، الكلمات المفتاحية بالإضافة إلى الألوان والصور التي تتوافق مع مفاهيم صديقة للدماغ. ولعلّ أهم ما يميز الخرائط الذهنية، قدرتها على تحويل القوائم الطويلة من المعلومات الجامدة القاتمة إلى رسم بياني عالي التنظيم مليء بالألوان الأمر الذي يسهّل عملية حفظ وفهم هذه المعلومات، نظرًا لكون هذه الاستراتيجية في التنظيم تتوافق تمامًا مع طريقة الدماغ في تخزين المعلومات الجديدة.
2- تحفز الإبداع
أحد الأمور الرائعة المتعلّقة بالخرائط الذهنية هو أنّها تتيح لك كتابة أفكارك بمجرّد أن تخطر لك، دون الحاجة إلى تدوينها حسب ترتيب أو تسلسل معيّن.
هذا الأمر بدوره يحفّز الدماغ على الخروج بأفكار إبداعية جديدة، ويُسهم في رفع الإبداعية، نظرًا لأن الخرائط الذهنية لا تقيّد العقل بتسلسل أو طريقة محددة لكتابة الأفكار.
3- إمكانية عرض التفاصيل الدقيقة
خرائط العقل هي واحدة من الطرق القليلة التي تمكّنك من عرض المعلومات بأدقّ التفاصيل، بل وتتيح إمكانية الوصول إلى تفاصيل ربما لم تكن تخطر لك قبلاً، ولم تكن لتخطر لك عند استخدام طرق أخرى لتوضيح المعلومات.
كيف ذلك؟
عندما ترسم خريطة ذهنية، وتبدأ بوضع الأفكار الرئيسية المتفرعة من المركز، ثم أفكار ثانوية متفرّعة من الأفكار الرئيسية، ستجد نفسك لا إراديًا تستكشف أفكارًا وتفاصيل جديدة أعمق وأدقّ لم تكن واعيًا بوجودها من قبل.
4- تطوير المهارات المختلفة وخاصة المهارات الكتابية
في دراسة أُجريت سنة 2009 على مجموعتين من الطلاب الذين طُلب منهم كتابة مقالة حول موضوع معيّن، وتمّ إخضاع إحدى المجموعتين لورشات تدريبية في رسم وبناء الخرائط الذهنية، تبيّن أن أفراد المجموعة الذين خضعوا للتدريب قد أبلوا أفضل من المجموعة التي لم يتطرّق أفرادها إلى موضوع خرائط العقل.
لقد كانت العيّنات الكتابية للمجموعة الأولى أكثر تنظيمًا وترابطت فيها الأفكار بصورة أفضل وأكثر منطقية.
من هنا نستنتج أن الخرائط الذهنية تساعد وبشكل كبير في تطوير المهارات الكتابية، نظرًا لأنها تساعد الكاتب على تجهيز أفكاره وتمحيصها وتحديد الروابط بينها قبل كتابتها في شكل نصّ.
5- رفع الإنتاجية
وهو أمرٌ حتمي لا مجال للشكّ فيه. فعند زيادة تدفّق الأفكار الإبداعية الناجم عن استخدام الخرائط الذهنية، سيؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى توفير الوقت والجهد في عملية التخطيط والتفكير، وبالتالي رفع الإنتاجية.
في الواقع، وبحسب استطلاع للرأي أُجري سنة 2019 لمعرفة أثر استخدام برامج الخرائط الذهنية، تبيّن أنّها بالفعل قادرة على زيادة الإنتاجية بمقدار 30%، بل وتساعد على توفير قرابة الـ 7 ساعات أسبوعيًا في عملية التخطيط.
مجالات استخدام الخرائط الذهنية
سواءً كنت طالبًا جامعيًا أو في المدرسة، أو كنت موظفًا أو ريادي أعمال، يمكنك على الدوام الاستفادة بالخرائط الذهنية في دراستك وعملك، ذلك أنّها طريقة مرنة للتخطيط وحفظ وتمثيل المعلومات.
فيما يلي بعض الأمثلة على مجالات استخدام الخرائط الذهنية:
1- التخطيط للمشاريع
يمكنك الاستعانة بخريطة ذهنية في عملية التخطيط للمشاريع في وظيفتك. هذه الطريقة ستساعدك على تذكر جميع جوانب وتفاصيل المشروع، وتجنّبك نسيان الأمور المهمّة التي تعمل عليها، في المشروع.
2- تدوين الملاحظات
إنها طريقة رائعة وسريعة لتدوين الملاحظات خلال المحاضرات الدراسية، أو أثناء تقديم عرض تقديمي. حيث يمكنك على الدوام رسم تفرّعات جديدة للموضوع الرئيسي الذي تدرسه أو تتحدّث عنه، وبهذه الطريقة ستزداد قدرتك على حفظ المعلومات، وتقديمها للغير بصورة سلسة تعلق في الأذهان.
3- الكتابة
إن كنت كاتبًا أو مؤلفًا، وتعاني من عقدة الكتابة، أو ما يُعرف بالـ Writer's Block، فالخرائطُ الذهنية هي الحلّ. يمكنك استخدامها كطريقة للعصف الذهني والخروج بأفكار جديدة ثمّ الربط بينها بأسلوب منطقي ومشوّق لقرّائك.
4- تنظيم الفعاليات
إن كنت تعدّ لإقامة حفلة أو حدث معيّن، يمكنك استخدام الخرائط الذهنية في كتابة أسماء المدعوين، وكذلك المهامّ الأساسية المتعلّقة بالإعداد لهذا الحدث المهمّ. تأكّد أنك لن تنسى شيئًا وسيكون ذلك الحدث الأفضل الذي تنظّمه على الإطلاق.
5- تحديد المهام والواجبات اليومية
تساعدك الخرائط الذهنية على تحديد جميع المهام اليومية التي يتوجّب عليك القيام بها، بل وتدوين أيّ مهام أصغر تتفرّع من المهمّات الأكبر. هذه الطريقة ستجعلك حتمًا أكثر تنظيمًا وإنتاجية.
6- وضع وتحديد الأهداف
تعدّ الخرائط الذهنية طريقة رائعة لوضع وتحديد الأهداف، حيث يمكنك تحديد أهدافك للعام الجديد مثلاً من خلال وضع السنة الجديدة في مركز الخريطة، ثمّ كتابة أنواع الأهداف التي تريد تحقيقها على شكل تفرّعات رئيسية من المركز، في حين تأتي الأهداف على شكل تفرّعات ثانوية.
يمكنك أيضًا أن توضّح الخطوات الأساسية لتحقيق كلّ هدف، من خلال إضافة المزيد من الفروع التي تتفرّع من كلّ هدف.
طريقة رائعة، منظّمة ومفصّلة للتخطيط لأهدافك، أليس كذلك؟!
كيفية رسم الخرائط الذهنية
حسنًا، بعد أن تعرّفت على مفهوم الخرائط الذهنية، فوائدها ومجالات استخدامها، حان الوقت للانتقال إلى التطبيق العملي، والبدء برسم خريطة ذهنية حقيقية.
قد يبدو الأمر صعبًا في البداية، خاصّة بالنسبة لأولئك الذين لا يتقنون الرسم أو لم يعتادوا على استخدام الصور التوضيحية والرموز في عملية التخطيط. لكن لا عليك، من خلال بعض التدريب ومع اتباع الخطوات التالية ستعتاد تدريجيًا على عملية بناء الخرائط الذهنية، ولن يمرّ الكثير من الوقت حتى تصبح محترفًا فيها!
1- خذ ورقة ومجموعة من الأقلام الملونة (لابدّ أن تستخدم ألوانًا مختلفة في الخريطة الذهنية لتسهيل عملية ترتيب الأفكار).
2- فكّر بموضوع عام وأساسي ترغب في بناء خريطة ذهنية له، واكتبه أو عبّر عنه برسم توضيح في منتصف الصفحة، مثلاً: "أهدافك للمستقبل"، احرص على استخدام أقلّ عدد ممكن من الكلمات، يمكنك أن تكتب: "المستقبل"، أو تكتب سنة معيّنة مثل: "2020"...الخ.
3- حدّد أفكارًا رئيسية ذات علاقة بالموضوع العام الذي اخترته، وابدأ في رسم فروع متشعبة من المركز، بحيث يعبّر كلّ فرع عن فكرة أساسية واحدة، ولا تنسَ استخدام رسم توضيحي أو كلمة مفتاحية لتعبّر عن كلّ فكرة. مثلاً، في خريطة أهداف المستقبل، يمكنك تقسيم أهدافك إلى أهداف عائلية، تعليمية، وظيفية، ترويحية...الخ.
4- حاول التفكير في نقطتين على الأقل لكلّ فرع رئيسي ودوّنها في شكل غصينات صغيرة متشعّبة من الفكرة الأساسية ذات العلاقة، حيث يمكنك على سبيل المثال كتابة هدف أو اثنين ترغب في تحقيقهما مستقبلاً على المستوى العائلي، أو التعليمي...الخ.
ملاحظة: يمكنك بالطبع أن تجعل أفكارك أكثر تشعّبًا، كأن تقسّم أهدافك الوظيفية إلى أهداف مادية لها علاقة بتحسين دخلك، وأهداف أخرى متعلقة برفع كفاءتك ومهاراتك.
بمجرّد أن تبدأ في رسم الخريطة الذهنية، ستلاحظ تدفّق الأفكار بسلاسة ووضوح أكثر وبقدر أكبر أيضًا نظرًا لأن هذه الاستراتيجة تسهم في تنشيط العصف الذهني أيضًا.
أفضل خمس برامج إلكترونية للخرائط الذهنية
على الرغم من أنّ الأساس في الخرائط الذهنية أن تُرسم يدويًا، إلاّ أن تزايد استخدامها في مجالات واسعة مثل وضع استراتيجيات الشركات الكبيرة أدّى إلى ظهور العديد من البرامج الإلكترونية وتطبيقات الهواتف التي تستخدم في بناء الخرائط الذهنية الضخمة. فإن لم تكن من محبّي الرسم اليدوي، يمكنك استخدام إحدى النسخ الإلكترونية التي يراها البعض أسهل وأكثر عملية.
1- موقع Bubbl.us
يعتبر موقع Bubbl.us أحد أبسط وسائل رسم الخرائط الذهنية، وبعكس العديد من البرامج المشابهة، التي تحرص على تقديم مميّزات إضافية، يركّز هذا الموقع بشكل رئيس على رسم الخرائط الذهنية فقط. يتيح الموقع إمكانية استخدام النسخة المجانية التي تسمح للمستخدم ببناء ثلاث خرائط ذهنية فقط وبمميزات أساسية، بالإضافة إلى نسخة مدفوعة تبدأ من 6 دولارات شهريًا والتي تتيح للمستخدم بعض الخيارات المتقدّمة مثل العمل المشترك بين أكثر من شخص أو إمكانية مراجعة خطوات بناء الخريطة الذهنية السابقة.
2- موقع WiseMapping
هذا الموقع متاح مجانًا لكلّ من الأفراد والشركات، ويقدّم حلولاً مختلفة لرسم الخرائط الذهنية. كما أنه يتيح إمكانية تنزيل نسخة على من البرنامج والعمل مباشرة من جهازك الخاص وهو أمر يفضّله في الغالب أصحاب الشركات نظرًا لأنه أمانًا.
3- موقع IdeaFlip
هذا الموقع مصمم بشكل رئيسي لعمليات العصف الذهني الجماعية، وبالطبع، يستطيع الأفراد استخدامه أيضًا. حيث يمكن الوصول إليه من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الأجهزة اللوحية، لكن الموقع لا يتيح استخدامًا مجانيًا، إذ تبدأ رسوم الاشتراك للأفراد من 9 دولار شهريًا، أمّا عروض الشركات فتبدأ بـ 145 دولارًا شهريًا حيث تأتي مرفقة بمميزات عديدة مثل وسائل إدراة الفريق وغيرها.
4- موقع Lucidchart
بدلاً من التركيز على رسم الخرائط الذهنية، يعتبر هذا الموقع متخصصًا في الرسومات البيانية، الأمر الذي يجعل منه البرنامج الأمثل لبناء الخرائط الذهنية، وذلك لأنه يتيح قدرًا كبيرًا جدًا من المرونة، كما أنّه من البرامج الشهيرة التي المستخدمة من قبل أكبر الشركات من مثل شركة فورد ونتفلكس وSpotify.
يوفّر الموقع عدّة خيارات للأفراد والشركات، حيث يبدأ عرض الأفراد بـ 4.95 دولار شهريًا وعرض الفرق أو الشركات بـ 20 دولار شهريًا، بالإضافة إلى إمكانية العمل على نسخة محدودة الميزات بشكل مجاني.
5- تطبيق FreeMind
هذا التطبيق مجاني تمامًا يمكن استخدامه على أجهزة الويندوز Windows، ماك macOS و لينوكس Linux. وعلى الرغم من أنّ تجربة المستخدم فيه ليست جيدة جدًا مقارنة بالمواقع السابقة، إلاّ أنه مع ذلك من التطبيقات القوية ذات المرونة العالية. لا يوجد في هذا التطبيق العديد من ميزات الاستخدام المشترك لذا فهو مخصص للاستخدام الفردي فقط، وليس مناسبًا للشركات أو فرق العمل.
كانت هذه قائمة بأفضل مواقع بناء الخرائط الذهنية، ولكن في واقع الأمر، يمكنك استخدام أي برنامج إلكتروني تقريبًا لعملية رسم الخرائط، مثل الفوتوشوب أو برامج الوورد Microsoft Word أو غيرها، الفرق الوحيد هو أن التطبيقات المتخصصة قد تكون أكثر مرونة وسهولة في الاستخدام.