هل سبق لك أن شعرت بأنّك تسير بلا هدف في حياتك، دون أن تمتلك فكرة حقيقية حول ما تريده؟
أو ربّما كنت تعرف تمامًا ما تريد، لكنّك تجهل كيفية الوصول إلى هناك.
في مثل هذه المواقف، تظهر أهمية وضع الأهداف، فهي الخطوة الأولى نحو التخطيط للمستقبل، وتلعب دورًا أساسيًا في تطوير المهارات الحياتية المختلفة بدءًا من العمل والوظيفة، ووصولاً إلى العلاقات الشخصية.
لكن، ما الذي يعنيه وضع الأهداف بالضبط؟ ما هي فوائده؟ وما هي المهارات التي تحتاجها لتضع أهدافًا ذكية قابلة للتحقيق؟
تابع القراءة لمعرفة الإجابة!
ما هو المقصود بوضع الأهداف Goal Setting؟
عند طرح هذا السؤال، لابد أن تضع بعين الاعتبار أنّ الأهداف قد تأخذ شكلاً مختلفًا للغاية اعتمادًا على نمط الحياة، القيم الشخصية للفرد، وتعريفه لمفهوم النجاح. تذكّر دومًا:
أو ربّما كنت تعرف تمامًا ما تريد، لكنّك تجهل كيفية الوصول إلى هناك.
في مثل هذه المواقف، تظهر أهمية وضع الأهداف، فهي الخطوة الأولى نحو التخطيط للمستقبل، وتلعب دورًا أساسيًا في تطوير المهارات الحياتية المختلفة بدءًا من العمل والوظيفة، ووصولاً إلى العلاقات الشخصية.
لكن، ما الذي يعنيه وضع الأهداف بالضبط؟ ما هي فوائده؟ وما هي المهارات التي تحتاجها لتضع أهدافًا ذكية قابلة للتحقيق؟
تابع القراءة لمعرفة الإجابة!
ما هو المقصود بوضع الأهداف Goal Setting؟
عند طرح هذا السؤال، لابد أن تضع بعين الاعتبار أنّ الأهداف قد تأخذ شكلاً مختلفًا للغاية اعتمادًا على نمط الحياة، القيم الشخصية للفرد، وتعريفه لمفهوم النجاح. تذكّر دومًا:
أهدافك، هي شيء فريد متميّز، وليس من الضروري أن تبدو كأهداف الآخرين!
أمّا التعريف الكلاسيكي لمفهوم "وضع الأهداف"، فهو يشير إلى عملية تعريف شيءٍ ما تريد تحقيقه، ومن ثمّ وضع خطوات عملية وأطر زمنية واضحة تساعدك على الوصول إليه.
يمكن لعملية وضع الأهداف أن تساعدك في مختلف مناحي الحياة، بدءًا من تحقيق الحريّة المالية، ووصولاً إلى الالتزام بحمية غذائية صحيّة. وبمجرّد أن تتعلّم كيفية وضع أهداف ناجحة في مجال معيّن، سيصبح وضع الأهداف في المجالات الأخرى أسهل وأبسط.
ما هي أهمية وضع الأهداف؟
تتمثّل أهمية وضع الأهداف في كونها عملية حيوية مهمّة تُساعدك على التركيز على ما هو مهمّ حقًا بالنسبة إليك، حيث أنّها:
عملية وضع الأهداف هي باختصار القوّة الدافعة التي توصلك إلى غايتك، والمفتاح الأساسي لتحقيق النجاح في جميع المجالات. سواءً كان ذلك رفع قدراتك الذهنية أو البدء بممارسة هواية جديدة أو غيرها.
حينما تكتسب مهارة وضع الأهداف بشكل صحيح، فأنت قد اكتسبت مهارة صنع المستقبل! لأنها ستتيح لك توسيع مداركك، وتحفيز نفسك للتغيّر على نحو لم يسبق لك تخيّله
ليس هذا وحسب، فوضع الأهداف بشكل مستمرّ يضمن لك تحقيق نجاحات صغيرة، يلعبُ دورًا مهمًّا للغاية في تحقيق النجاحات والإنجازات الأعظم، ويضمن لك التطوّر المستمر…وهذا بالضبط ما تحتاجه للشعور بالسعادة والرضا التامّ عن نفسك.
مبادئ وقواعد وضع الأهداف
حتى تتمكّن من وضع أهداف حقيقية ومناسبة تقودك إلى النجاح، لابدّ أن تتعرّف أوّلاً على مبادئ هذه العملية وقواعدها الأساسية. والتي تتضمّن ما يلي:
1- الالتزام
يعبّر الالتزام في هذا السياق عن درجة تعلّق الفرد بهدفه وتصميمه للوصول إليه، على الرغم من العوائق التي تواجهه. وبحسب الباحثين إدوين لوك Edwin Locke و غاري لاثام Gary Latham، اللذان تعمّقا في دراسة نظرية وضع الأهداف، فإنّ قدرة الأفراد على وضع الأهداف وتنفيذها تزداد وتشتدّ كلّما كان التزامهم أعلى.
لكن، بحسب Miner، يوجد العديد من العوامل التي تؤثّر على مدى التزام الفرد بوضع الأهداف وتحقيقها، أهمّها:
سواءً كنت تضع هدفًا لنفسك أو لغيرك، لابدّ من أنّ تمتلك الرغبة الكافية أوّلاً، والفهم التامّ لما تحتاجه من أجل تحقيقه حتى تتمكّن من النجاح في هذه المهمّة.
2- الوضوح
الأهداف الواضحة المحدّدة تضعك على الدرب الصحيح للنجاح. حيث أنّه، وحينما يكون الهدف غامضًا ، فإنّه يفقد قيمته التحفيزية.
عندما تضع لنفسك هدفًا واضحًا، ستمتلك حينها فهمًا أعمق للمهامّ التي بين يديك، ودورها في تحقيق الهدف. ستعرف أيضًا ما الذي يتعيّن عليك القيام به بالضبط للنجاح للوصول إلى هدفك، وسيكون ذلك مصدر إلهام وتحفيز كبيرٍ بالنسبة إليك.
3- الصعوبة والواقعية
لابدّ للأهداف التي تضعها أن تكون صعبة، ولكن قابلة للتحقيق في الوقت ذاته. حيث أنّ الأهداف التي تتحدّى قدراتك، ستدفعك لتطوير أدائك، من خلال زيادة حافزيّتك للبحث عن الاستراتيجيات الملائمة واكتساب المهارات الضرورية لتحقيق هذا الهدف. ومن ثمّ رفع نسبة الرضى عن الذات عند النجاح في هذه المهمّة.
بالمقابل، فإنّ الأهداف غير الواقعية وغير المنطقية، لن تتحقّق على الأرجح، ممّا يؤدّي إلى شعور صاحبها بالإحباط وعدم الرضا.
4- درجة تعقيد المهام
قد تفرض المهام شديدة التعقيد المرتبطة بهدف معيّن، عددًا من الضغوطات التي تطغى على الآثار الإيجابية لوضع الأهداف.
كيف ذلك؟
حسنًا، إن وضع مهامّ شديدة التعقيد تقع خارج حدود مهاراتنا، قد يصبح أمرًا مربكًا، ويؤثر سلبًا على الروح المعنوية، والإنتاجية والدافع للاستمرار.
ولهذا السبب، يعدّ وضع إطار زمني مناسب وواقعي، أحد أهمّ مبادئ وضع الأهداف. لأنه يتيح الفرصة لإعادة تقييم مدى تعقيد الهدف، ثمّ مراجعة الأداء وتحسينه من أجل النجاح والوصول إلى الهدف المُراد تحقيقه.
5- التغذية الراجعة
تصبح عملية وضع الأهداف أكثر فعالية إذا ما تمّ إرفاقها بالتغذية الراجعة الفورية. ذلك لأن التغذية الراجعة تسهم في تحديد درجة تحقيق الهدف، ومقدار التقدّم الذي تحرزه.
عندما يتمّ تقديم التغذية الراجعة الواضحة في الوقت المناسب، يصبح بالإمكان اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب أيضًا. حيث أنّه وفي حال تراجع الأداء مثلاً ليصبح أقلّ من المعايير المطلوبة لتحقيق هدف معيّن، ستتيح التغذية الراجعة إمكانية إعادة النظر في قدراتنا، وبالتالي وضع أهداف جديدة قابلة للتحقيق.
أمّا في حال تمّ تأخير التغذية الراجعة، يصبح حينها من الصعب تقييم مدى فعالية الاستراتيجيات المتّبعة في وضع الأهداف، وبالتالي تراجع الأداء والفشل في النهاية.
المهارات اللازمة لوضع الأهداف
إن كنت تواجه مشكلة في تحقيق الأهداف التي تضعها لنفسك، فذلك يعني أنّك ربما تفتقر لبعض المهارات الأساسية المرتبطة بوضع الأهداف.
لكن لا تقلق، هذه المهارات ليست سمات فطرية يولد بها الإنسان، وإنّما هي قدرات تتطوّر وتنمو بالتدريب والتمرين.
يمكننا تلخيص أهمّ المهارات اللازمة لوضع الأهداف فيما يلي:
1- مهارات التخطيط
هل سبق لك أن سمعت بالمثل القائل: "الفشل في التخطيط، هو تخطيط للفشل"؟
في الواقع، ينطبق هذا المثل على عملية وضع الأهداف أيضًا. حيث أنّ سوء التخطيط يؤثّر بشكل كبير على الأداء المرتبط بتحقيق الأهداف.
ومهارات التخطيط والتنظيم تعدّ جزءًا أساسيًا من عملية تحقيق الأهداف. فمن خلالها يصبح بالإمكان تحديد الأولويات والحفاظ على التركيز على المهام الأساسية بعيدًا عن الملهيات ومشتّتات الذهن.
2- مهارات تحفيز الذات
من دون امتلاك الرغبة للإنجاز، والحافز للاستمرار، ستكون عملية وضع الأهداف مهدّدة بالفشل لا محالة.
عندما تتمكّن من تحفيز نفسك لتحقيق هدف معيّن، سيصبح في وسعك البحث عن تقنيات جديدة، والعمل على اكتساب المهارات المختلفة الأخرى التي تضمن لك الوصول إلى هدفك.
ليس هذا وحسب، فالقدرةُ على تحفيز نفسك في الظروف الصعبة، ستضمنُ استمرارك حتى النهاية لتحقيق هدفك، بدلاً من الاستسلام والتخلي عن طموحك في منتصف الطريق.
3- مهارات إدارة الوقت
تعتبر القدرة على إدارة الوقت بشكل فعّال مهارة ضرورية في العديد من الجوانب الحياتية، بما فيها عملية وضع الأهداف. حيث أنّه وفي حال عدم أخذ الإطار الزمني المناسب بعين الاعتبار عند وضع الأهداف، سيكون الفشل نتيجة حتمية بلا شكّ.
ليس هذا وحسب، فالوقت الذين نخصّصه لعملية التخطيط للأهداف، يؤثّر بشكل مباشر على جودة الأداء والتنفيذ. وكلّما قضيت وقتًا أطول في عملية التخطيط للأهداف، زادت فرص نجاحك في تحقيقها.
4- المرونة
ممّا لا شكّ فيه، أنّه وفي مرحلة من المراحل، ستجد أنّ الأمور لا تسير كما هو مخطّط لها. لذا فإن امتلاك المرونة والقدرة على التكيّف مع العوائق والحواجز سيكون عاملاً رئيسيًا يضمن الوصول إلى أهدافك وتحقيقها.
5- مهارات ضبط النفس
يحتاج الفرد إلى امتلاك القدرة على ضبط نفسه والتحكّم في عواطفه حتى يستطيع النجاح في تحقيق أهدافه، شخصية كانت أو اجتماعية. وترتبط هذه المقدرة ارتباطًا وثيقًا بالذكاء العاطفي. حيث يترافق مع مهارات الذكاء العاطفي المتقدّمة القدرة على تحديد الأهداف التحفيزية التي تستحقّ حقًا أن تعمل من أجل تحقيقها.
الفئات الرئيسية لوضع الأهداف
عندما يتعلّق الأمر بوضع الأهداف، يمكننا تصنيفها ضمن واحدة من الفئات الرئيسية الثلاث التالية:
1- الأهداف الزمنية
تنقسم الأهداف الزمنية في هذه الفئة إلى نوعين أساسيين:
كما يعبّر عنها الاسم، فإنّ الأهداف قصيرة الأمد هي الأهداف التي تستغرق في العادة وقتًا أقصر لتحقيقها (ما بين عدّة أيام إلى عدّة أسابيع).
أمّا الأهداف طويلة الأمد فهي تلك التي تحتاج إلى مدّة أطول تتراوح بين شهر واحد وعدّة سنوات.
2- الأهداف المركزة
وتُعرف في اللغة الإنجليزية بالـ Focus Goals. إنها تلك الأهداف الكبيرة التي قد تغيّر حياتك على الأرجح في حال تمكّنت من تحقيقها.
غالبًا ما تكون هذه الأهداف طويلة الأمد، وتحتاج لأن يتمّ تقسيمها إلى أهداف (مهامّ) أخرى صغيرة قصيرة الأمد حتى يمكنك تحقيقها والوصول إليها.
على سبيل المثال، يعتبر الهدف التالي هدفًا مركّزًا:
"مع نهاية العام المقبل، سأتمّن من نشر روايتي الخاصّة".
يعتبر هذا الهدف، طويل الأمد نظرًا لأنه يحتاج إلى سنة كاملة ليتحقق. ولكنه مع ذلك يحتاج إلى أن يتجزّأ إلى أهداف أصغر، مثل:
كما ترى جميع هذه الأهداف الصغيرة تتمحور حول الهدف الأكبر وتركّز عليه.
3- الأهداف الموضوعية
وهي الأهداف التي تتوافق مع جانب واحد محدّد من الجوانب الحياتية المختلفة، وتتعلّق بموضوع معيّن فيها. كأن تكون أهدافًا شخصية، أو مالية أو أكاديمية...الخ.
من الجدير بالذكر أنّ هذه الفئات الثلاثة مترابطة مع بعضها البعض، وأيّ هدف تحدّده لنفسك، سيقع في الغالب ضمن فئتين على الأقل منهما. فمثلاً قد تضع لنفسك هدفًا موضوعيًا قصير الأمد كأن تقرّر توفير مبلغًا محدّدًا من راتبك خلال الشهر المقبل (هدف مالي قصير الأمد). أو هدف مركّز طويل الأمد، كأن تفتح شركتك الخاصّة خلال خمس سنوات من الآن.
كيف تحدد أهدافك في 3 خطوات
على الرغم ممّا تنطوي عليه عملية تحديد الأهداف من قواعد ومبادئ قد تبدو للبعض معقّدة وصعبة، لكنك مع ذلك تستطيع وضع أهدافك بثلاث خطوات فقط!
نعم، مهما كانت أهدافك كبيرة، طويلة الأمد أو قصيرة...تستطيع وضعها وتحديدها بسهولة تامّة! ما عليك سوى اتباع الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: العصف الذهني
ابدأ بمنح نفسك بضعة دقائق للقيام بعصف ذهني لأهدافك. خذ ورقة وقلمًا، وفي خلال خمس أو ستّ دقائق، اكتب جميع الأشياء التي تريد تحقيقها، امتلاكها، تجربتها، صنعها، أو الحصول عليها خلال العشرين سنة المقبلة.
اكتب أكبر قدر ممكن من الأهداف، وبأسرع وقت ممكن.
الخطوة الثانية: ضع إطارا زمنيا
بعد أن أصبح لديك قائمة طويلة بأهم الأشياء التي ترغب في تحقيقها، ألقِ نظرة ثانية عليها، وفي هذه المرّة امنحها إطارًا زمنيًا خاصًّا.
اكتب عند كلّ واحد منها: سنة، 3 سنوات، 5 سنوات، 10، أو 20 سنة. لتوضيح الوقت الذي تحتاجه لتحقيقها.
كن واقعيًا عند تخمين الوقت اللازم لتحقيق كلّ هدف. واحرص على إتمام هذه الخطوة في خلال دقيقة أو اثنتين كحدّ أقصى...كن سريعًا واتبع حدسك!
الخطوة الثالثة: اختر الأهداف الأهم
الآن، قم بمراجعة القائمة مرّة ثالثة، واختر أفضل أربعة أهداف تعتقد أنّك تحتاج إلى سنة واحدة فقط لتحقيقها.
هذه الأهداف هي التي تجعلك متحمّسًا حقًا، وتستحقّ أن تبدأ في العمل على جعلها واقعًا. اكتب بجانب كلّ واحد منها فقرة صغيرة تشرح فيها الأسباب التي ستضمن لك تحقيق هذه الأهداف خلال 12 شهرًا.
احرص على ألاّ تستغرق في القيام بهذه الخطوة أكثر من 20 دقيقة.
تعتبر هذه الطريقة من الاستراتيجيات الناجحة التي اقترحها المتحدّث التحفيزي الشهير توني روبينز. والتي تساعدك في معرفة الأهداف المهمّة في حياتك التي يجدر بك السعي نحوها.
ختامًا، لابدّ من التذكير بأنّ عملية وضع الأهداف هي السبيل الوحيد لرفع سقف توقّعاتنا عن أنفسنا، ودفع أنفسنا وتحفيزها لتحقيق تلك الأمور التي كنّا نتمنى الوصول إليها.
إنّها الطريق الذي يضمن لنا تحقيق النموّ الشخصي وتطوير المهارات في مختلف مناحي الحياة. من دون امتلاك أهداف واضحة، لن نكون سوى أشباح تتخبطّ في درب الحياة دون أيّ نفع.
هل تشعر بالحماس إذن للبدء في وضع أهدافك الخاصّة؟ وهل لديك أيّ أفكار أخرى حول كيفية وضع الأهداف بطريقة صحيحة تضمن تحقيقها؟
أمّا التعريف الكلاسيكي لمفهوم "وضع الأهداف"، فهو يشير إلى عملية تعريف شيءٍ ما تريد تحقيقه، ومن ثمّ وضع خطوات عملية وأطر زمنية واضحة تساعدك على الوصول إليه.
يمكن لعملية وضع الأهداف أن تساعدك في مختلف مناحي الحياة، بدءًا من تحقيق الحريّة المالية، ووصولاً إلى الالتزام بحمية غذائية صحيّة. وبمجرّد أن تتعلّم كيفية وضع أهداف ناجحة في مجال معيّن، سيصبح وضع الأهداف في المجالات الأخرى أسهل وأبسط.
ما هي أهمية وضع الأهداف؟
تتمثّل أهمية وضع الأهداف في كونها عملية حيوية مهمّة تُساعدك على التركيز على ما هو مهمّ حقًا بالنسبة إليك، حيث أنّها:
- تساعدك على قياس التقدّم الذي أحرزته.
- تضمن لك التغلّب على التسويف والتأجيل، حيث يمكنك معرفة المزيد عن هذا الأمر من خلال قراءة مقالنا بعنوان: 4 خرافات شائعة حول التأجيل والتسويف
- تمكّنك من بناء رؤية واضحة لأحلامك، حيث أنّك لن تستطيع وضع خطّة لتحقيق أحلامك، ما لم تكن تعرف ما هيّتها.
عملية وضع الأهداف هي باختصار القوّة الدافعة التي توصلك إلى غايتك، والمفتاح الأساسي لتحقيق النجاح في جميع المجالات. سواءً كان ذلك رفع قدراتك الذهنية أو البدء بممارسة هواية جديدة أو غيرها.
حينما تكتسب مهارة وضع الأهداف بشكل صحيح، فأنت قد اكتسبت مهارة صنع المستقبل! لأنها ستتيح لك توسيع مداركك، وتحفيز نفسك للتغيّر على نحو لم يسبق لك تخيّله
ليس هذا وحسب، فوضع الأهداف بشكل مستمرّ يضمن لك تحقيق نجاحات صغيرة، يلعبُ دورًا مهمًّا للغاية في تحقيق النجاحات والإنجازات الأعظم، ويضمن لك التطوّر المستمر…وهذا بالضبط ما تحتاجه للشعور بالسعادة والرضا التامّ عن نفسك.
مبادئ وقواعد وضع الأهداف
حتى تتمكّن من وضع أهداف حقيقية ومناسبة تقودك إلى النجاح، لابدّ أن تتعرّف أوّلاً على مبادئ هذه العملية وقواعدها الأساسية. والتي تتضمّن ما يلي:
1- الالتزام
يعبّر الالتزام في هذا السياق عن درجة تعلّق الفرد بهدفه وتصميمه للوصول إليه، على الرغم من العوائق التي تواجهه. وبحسب الباحثين إدوين لوك Edwin Locke و غاري لاثام Gary Latham، اللذان تعمّقا في دراسة نظرية وضع الأهداف، فإنّ قدرة الأفراد على وضع الأهداف وتنفيذها تزداد وتشتدّ كلّما كان التزامهم أعلى.
لكن، بحسب Miner، يوجد العديد من العوامل التي تؤثّر على مدى التزام الفرد بوضع الأهداف وتحقيقها، أهمّها:
- الرغبة في تحقيق الهدف.
- القدرة المُتصورة على تحقيقه.
سواءً كنت تضع هدفًا لنفسك أو لغيرك، لابدّ من أنّ تمتلك الرغبة الكافية أوّلاً، والفهم التامّ لما تحتاجه من أجل تحقيقه حتى تتمكّن من النجاح في هذه المهمّة.
2- الوضوح
الأهداف الواضحة المحدّدة تضعك على الدرب الصحيح للنجاح. حيث أنّه، وحينما يكون الهدف غامضًا ، فإنّه يفقد قيمته التحفيزية.
عندما تضع لنفسك هدفًا واضحًا، ستمتلك حينها فهمًا أعمق للمهامّ التي بين يديك، ودورها في تحقيق الهدف. ستعرف أيضًا ما الذي يتعيّن عليك القيام به بالضبط للنجاح للوصول إلى هدفك، وسيكون ذلك مصدر إلهام وتحفيز كبيرٍ بالنسبة إليك.
3- الصعوبة والواقعية
لابدّ للأهداف التي تضعها أن تكون صعبة، ولكن قابلة للتحقيق في الوقت ذاته. حيث أنّ الأهداف التي تتحدّى قدراتك، ستدفعك لتطوير أدائك، من خلال زيادة حافزيّتك للبحث عن الاستراتيجيات الملائمة واكتساب المهارات الضرورية لتحقيق هذا الهدف. ومن ثمّ رفع نسبة الرضى عن الذات عند النجاح في هذه المهمّة.
بالمقابل، فإنّ الأهداف غير الواقعية وغير المنطقية، لن تتحقّق على الأرجح، ممّا يؤدّي إلى شعور صاحبها بالإحباط وعدم الرضا.
نحنُ متحفّزون بفعل الإنجاز، وبالرغبة في الإنجاز. حينما ندرك أنّ هدفًا معيّنًا يشكّل تحدّيًا صعبًا، ولكنه في الوقت ذاته يقع ضمن حدود قدراتنا، فإننا على الأغلب سنمتلك الحافز والدافعية لإتمامه وتحويله إلى حقيقة. (زيمرمان وآخرون).
4- درجة تعقيد المهام
قد تفرض المهام شديدة التعقيد المرتبطة بهدف معيّن، عددًا من الضغوطات التي تطغى على الآثار الإيجابية لوضع الأهداف.
كيف ذلك؟
حسنًا، إن وضع مهامّ شديدة التعقيد تقع خارج حدود مهاراتنا، قد يصبح أمرًا مربكًا، ويؤثر سلبًا على الروح المعنوية، والإنتاجية والدافع للاستمرار.
ولهذا السبب، يعدّ وضع إطار زمني مناسب وواقعي، أحد أهمّ مبادئ وضع الأهداف. لأنه يتيح الفرصة لإعادة تقييم مدى تعقيد الهدف، ثمّ مراجعة الأداء وتحسينه من أجل النجاح والوصول إلى الهدف المُراد تحقيقه.
5- التغذية الراجعة
تصبح عملية وضع الأهداف أكثر فعالية إذا ما تمّ إرفاقها بالتغذية الراجعة الفورية. ذلك لأن التغذية الراجعة تسهم في تحديد درجة تحقيق الهدف، ومقدار التقدّم الذي تحرزه.
عندما يتمّ تقديم التغذية الراجعة الواضحة في الوقت المناسب، يصبح بالإمكان اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب أيضًا. حيث أنّه وفي حال تراجع الأداء مثلاً ليصبح أقلّ من المعايير المطلوبة لتحقيق هدف معيّن، ستتيح التغذية الراجعة إمكانية إعادة النظر في قدراتنا، وبالتالي وضع أهداف جديدة قابلة للتحقيق.
أمّا في حال تمّ تأخير التغذية الراجعة، يصبح حينها من الصعب تقييم مدى فعالية الاستراتيجيات المتّبعة في وضع الأهداف، وبالتالي تراجع الأداء والفشل في النهاية.
المهارات اللازمة لوضع الأهداف
إن كنت تواجه مشكلة في تحقيق الأهداف التي تضعها لنفسك، فذلك يعني أنّك ربما تفتقر لبعض المهارات الأساسية المرتبطة بوضع الأهداف.
لكن لا تقلق، هذه المهارات ليست سمات فطرية يولد بها الإنسان، وإنّما هي قدرات تتطوّر وتنمو بالتدريب والتمرين.
يمكننا تلخيص أهمّ المهارات اللازمة لوضع الأهداف فيما يلي:
1- مهارات التخطيط
هل سبق لك أن سمعت بالمثل القائل: "الفشل في التخطيط، هو تخطيط للفشل"؟
في الواقع، ينطبق هذا المثل على عملية وضع الأهداف أيضًا. حيث أنّ سوء التخطيط يؤثّر بشكل كبير على الأداء المرتبط بتحقيق الأهداف.
ومهارات التخطيط والتنظيم تعدّ جزءًا أساسيًا من عملية تحقيق الأهداف. فمن خلالها يصبح بالإمكان تحديد الأولويات والحفاظ على التركيز على المهام الأساسية بعيدًا عن الملهيات ومشتّتات الذهن.
2- مهارات تحفيز الذات
من دون امتلاك الرغبة للإنجاز، والحافز للاستمرار، ستكون عملية وضع الأهداف مهدّدة بالفشل لا محالة.
عندما تتمكّن من تحفيز نفسك لتحقيق هدف معيّن، سيصبح في وسعك البحث عن تقنيات جديدة، والعمل على اكتساب المهارات المختلفة الأخرى التي تضمن لك الوصول إلى هدفك.
ليس هذا وحسب، فالقدرةُ على تحفيز نفسك في الظروف الصعبة، ستضمنُ استمرارك حتى النهاية لتحقيق هدفك، بدلاً من الاستسلام والتخلي عن طموحك في منتصف الطريق.
3- مهارات إدارة الوقت
تعتبر القدرة على إدارة الوقت بشكل فعّال مهارة ضرورية في العديد من الجوانب الحياتية، بما فيها عملية وضع الأهداف. حيث أنّه وفي حال عدم أخذ الإطار الزمني المناسب بعين الاعتبار عند وضع الأهداف، سيكون الفشل نتيجة حتمية بلا شكّ.
ليس هذا وحسب، فالوقت الذين نخصّصه لعملية التخطيط للأهداف، يؤثّر بشكل مباشر على جودة الأداء والتنفيذ. وكلّما قضيت وقتًا أطول في عملية التخطيط للأهداف، زادت فرص نجاحك في تحقيقها.
4- المرونة
ممّا لا شكّ فيه، أنّه وفي مرحلة من المراحل، ستجد أنّ الأمور لا تسير كما هو مخطّط لها. لذا فإن امتلاك المرونة والقدرة على التكيّف مع العوائق والحواجز سيكون عاملاً رئيسيًا يضمن الوصول إلى أهدافك وتحقيقها.
5- مهارات ضبط النفس
يحتاج الفرد إلى امتلاك القدرة على ضبط نفسه والتحكّم في عواطفه حتى يستطيع النجاح في تحقيق أهدافه، شخصية كانت أو اجتماعية. وترتبط هذه المقدرة ارتباطًا وثيقًا بالذكاء العاطفي. حيث يترافق مع مهارات الذكاء العاطفي المتقدّمة القدرة على تحديد الأهداف التحفيزية التي تستحقّ حقًا أن تعمل من أجل تحقيقها.
الفئات الرئيسية لوضع الأهداف
عندما يتعلّق الأمر بوضع الأهداف، يمكننا تصنيفها ضمن واحدة من الفئات الرئيسية الثلاث التالية:
1- الأهداف الزمنية
تنقسم الأهداف الزمنية في هذه الفئة إلى نوعين أساسيين:
- أهداف قصيرة الأمد.
- أهداف طويلة الأمد.
كما يعبّر عنها الاسم، فإنّ الأهداف قصيرة الأمد هي الأهداف التي تستغرق في العادة وقتًا أقصر لتحقيقها (ما بين عدّة أيام إلى عدّة أسابيع).
أمّا الأهداف طويلة الأمد فهي تلك التي تحتاج إلى مدّة أطول تتراوح بين شهر واحد وعدّة سنوات.
2- الأهداف المركزة
وتُعرف في اللغة الإنجليزية بالـ Focus Goals. إنها تلك الأهداف الكبيرة التي قد تغيّر حياتك على الأرجح في حال تمكّنت من تحقيقها.
غالبًا ما تكون هذه الأهداف طويلة الأمد، وتحتاج لأن يتمّ تقسيمها إلى أهداف (مهامّ) أخرى صغيرة قصيرة الأمد حتى يمكنك تحقيقها والوصول إليها.
على سبيل المثال، يعتبر الهدف التالي هدفًا مركّزًا:
"مع نهاية العام المقبل، سأتمّن من نشر روايتي الخاصّة".
يعتبر هذا الهدف، طويل الأمد نظرًا لأنه يحتاج إلى سنة كاملة ليتحقق. ولكنه مع ذلك يحتاج إلى أن يتجزّأ إلى أهداف أصغر، مثل:
- إجراء البحث حول عملية النشر الذاتي.
- العثور على ناشر مناسب.
- تخصيص الوقت الكافي للكتابة.
- الالتحاق بدورات تدريبية وورش عمل للكتابة والتأليف.
كما ترى جميع هذه الأهداف الصغيرة تتمحور حول الهدف الأكبر وتركّز عليه.
3- الأهداف الموضوعية
وهي الأهداف التي تتوافق مع جانب واحد محدّد من الجوانب الحياتية المختلفة، وتتعلّق بموضوع معيّن فيها. كأن تكون أهدافًا شخصية، أو مالية أو أكاديمية...الخ.
من الجدير بالذكر أنّ هذه الفئات الثلاثة مترابطة مع بعضها البعض، وأيّ هدف تحدّده لنفسك، سيقع في الغالب ضمن فئتين على الأقل منهما. فمثلاً قد تضع لنفسك هدفًا موضوعيًا قصير الأمد كأن تقرّر توفير مبلغًا محدّدًا من راتبك خلال الشهر المقبل (هدف مالي قصير الأمد). أو هدف مركّز طويل الأمد، كأن تفتح شركتك الخاصّة خلال خمس سنوات من الآن.
كيف تحدد أهدافك في 3 خطوات
على الرغم ممّا تنطوي عليه عملية تحديد الأهداف من قواعد ومبادئ قد تبدو للبعض معقّدة وصعبة، لكنك مع ذلك تستطيع وضع أهدافك بثلاث خطوات فقط!
نعم، مهما كانت أهدافك كبيرة، طويلة الأمد أو قصيرة...تستطيع وضعها وتحديدها بسهولة تامّة! ما عليك سوى اتباع الخطوات التالية:
الخطوة الأولى: العصف الذهني
ابدأ بمنح نفسك بضعة دقائق للقيام بعصف ذهني لأهدافك. خذ ورقة وقلمًا، وفي خلال خمس أو ستّ دقائق، اكتب جميع الأشياء التي تريد تحقيقها، امتلاكها، تجربتها، صنعها، أو الحصول عليها خلال العشرين سنة المقبلة.
اكتب أكبر قدر ممكن من الأهداف، وبأسرع وقت ممكن.
الخطوة الثانية: ضع إطارا زمنيا
بعد أن أصبح لديك قائمة طويلة بأهم الأشياء التي ترغب في تحقيقها، ألقِ نظرة ثانية عليها، وفي هذه المرّة امنحها إطارًا زمنيًا خاصًّا.
اكتب عند كلّ واحد منها: سنة، 3 سنوات، 5 سنوات، 10، أو 20 سنة. لتوضيح الوقت الذي تحتاجه لتحقيقها.
كن واقعيًا عند تخمين الوقت اللازم لتحقيق كلّ هدف. واحرص على إتمام هذه الخطوة في خلال دقيقة أو اثنتين كحدّ أقصى...كن سريعًا واتبع حدسك!
الخطوة الثالثة: اختر الأهداف الأهم
الآن، قم بمراجعة القائمة مرّة ثالثة، واختر أفضل أربعة أهداف تعتقد أنّك تحتاج إلى سنة واحدة فقط لتحقيقها.
هذه الأهداف هي التي تجعلك متحمّسًا حقًا، وتستحقّ أن تبدأ في العمل على جعلها واقعًا. اكتب بجانب كلّ واحد منها فقرة صغيرة تشرح فيها الأسباب التي ستضمن لك تحقيق هذه الأهداف خلال 12 شهرًا.
احرص على ألاّ تستغرق في القيام بهذه الخطوة أكثر من 20 دقيقة.
تعتبر هذه الطريقة من الاستراتيجيات الناجحة التي اقترحها المتحدّث التحفيزي الشهير توني روبينز. والتي تساعدك في معرفة الأهداف المهمّة في حياتك التي يجدر بك السعي نحوها.
ختامًا، لابدّ من التذكير بأنّ عملية وضع الأهداف هي السبيل الوحيد لرفع سقف توقّعاتنا عن أنفسنا، ودفع أنفسنا وتحفيزها لتحقيق تلك الأمور التي كنّا نتمنى الوصول إليها.
إنّها الطريق الذي يضمن لنا تحقيق النموّ الشخصي وتطوير المهارات في مختلف مناحي الحياة. من دون امتلاك أهداف واضحة، لن نكون سوى أشباح تتخبطّ في درب الحياة دون أيّ نفع.
هل تشعر بالحماس إذن للبدء في وضع أهدافك الخاصّة؟ وهل لديك أيّ أفكار أخرى حول كيفية وضع الأهداف بطريقة صحيحة تضمن تحقيقها؟