كلّما تقدّمت في السن، ستلاحظ أن مسؤولياتك الشخصية والمهنية تزداد بوتيرة قد يصعب السيطرة عليها أحيانًا.
ومنا هنا تنبثق أهميّة الحفاظ على التوازن بين كلّ من الحياة الشخصية والعملية، ليس فقط لضمان راحتك ونجاحك، وإنّما لتحقيق رفاهية مَن هم حولك أيضًا. وكلّما ازداد عدد الأشخاص الذين يعتمدون عليك (سواء في العمل أو في المنزل)، ازدادت أهمية تحقيق هذا التوازن.
التوازن والنجاح
النجاح لا يعني كسب مال أكثر وحسب، بل إنّه يعبّر في الواقع عن النجاح في جميع جوانب الحياة الأخرى، سواءً كان ذلك عقد صفقة مع عميل مهمّ، أو التواجد بالقرب الأشخاص الذين تعزّهم حقًا. بمعنى آخر، النجاح يتحقق عندما تتمكّن من الموازنة بين جميع جوانب حياتك المختلفة، وعلى الرغم ممّا يبدو من أنّه أمر سهل، إلاّ أنّ الوصول إلى هذه المرحلة يحتاج إلى الكثير من المثابرة والتخطيط والعمل الجاد. فكيف تبدأ يا ترى؟
التوازن، كيف أبدأ بالعمل على تحقيقه؟
يحتاج خلق التوازن في حياتك إلى أخذ جميع عناصر حياتك بعين الاعتبار والتي يمكن أن نقسّمها إلى فئتين أساسيتين:
ومنا هنا تنبثق أهميّة الحفاظ على التوازن بين كلّ من الحياة الشخصية والعملية، ليس فقط لضمان راحتك ونجاحك، وإنّما لتحقيق رفاهية مَن هم حولك أيضًا. وكلّما ازداد عدد الأشخاص الذين يعتمدون عليك (سواء في العمل أو في المنزل)، ازدادت أهمية تحقيق هذا التوازن.
التوازن والنجاح
النجاح لا يعني كسب مال أكثر وحسب، بل إنّه يعبّر في الواقع عن النجاح في جميع جوانب الحياة الأخرى، سواءً كان ذلك عقد صفقة مع عميل مهمّ، أو التواجد بالقرب الأشخاص الذين تعزّهم حقًا. بمعنى آخر، النجاح يتحقق عندما تتمكّن من الموازنة بين جميع جوانب حياتك المختلفة، وعلى الرغم ممّا يبدو من أنّه أمر سهل، إلاّ أنّ الوصول إلى هذه المرحلة يحتاج إلى الكثير من المثابرة والتخطيط والعمل الجاد. فكيف تبدأ يا ترى؟
التوازن، كيف أبدأ بالعمل على تحقيقه؟
يحتاج خلق التوازن في حياتك إلى أخذ جميع عناصر حياتك بعين الاعتبار والتي يمكن أن نقسّمها إلى فئتين أساسيتين:
- عناصر داخلية، تشملك أنت كشخص، ويندرج تحتها قلبك وعقلك والجانب الروحي فيك.
- عناصر خارجية تشمل كلّ العوامل المحيطة بك من أشخاص أو أماكن، مثل العمل، النشاطات الاجتماعية، العائلة ووسائل الترفيه.
- وحتّى تحقق التوازن بين هذه العناصر جميعها، عليك أوّلاً أن تحدّد كم من الوقت والجهد تستثمر في كلّ منها، وما الذي تتلقاه بالمقابل. حسنًا، أحضر ورقة وقلمًا واسأل نفسك الأسئلة التالية ثم حاول الإجابة عنها لتأخذ فكرة حول أسلوب حياتك الحالي:
أولاً: وقت لنفسي
كيف يمكنني أن أخصص وقتًا للآخرين، للنشاطات التي أرغب في القيام بها، والأشياء التي أريد أن أكون جزءًا منها مع منح نفسي حقها وتخصيص وقت لي أقضيه بمفردي؟
ثانيًا: العقل
كيف أتحدّى نفسي فكريًا، مع خلق فرص لعقلي كي يرتاح؟
ثالثًا: القلب
هل أستثمر في علاقاتي مع غيري بقدر ما يستثمرون هم في علاقتهم معي؟ بمعنى آخر هل أعطي للآخرين بقدر
ما أتلقى منهم؟
رابعًا: الصحة
هل أنا مهتم بصحتي كما يجب؟ هل أغذّي نفسي جيّدا، وأقوم بالتمارين الرياضية كما يجب مُتيحًا لنفسي في الوقت ذاته ما يكفي من فترات الراحة والاسترخاء؟
خامسًا: العمل
هل أنا حريص على تحفيز نفسي لتحقيق ما أطمح إليه من نجاح في عملي مع الحرص على الاستمتاع بكلّ لحظة في رحلتي هذه نحو تحقيق الهدف؟
سادسًا: الحياة الاجتماعية
كيف أتيح لنفسي في الوقت الحاضر الاستمتاع بحياتي الاجتماعية مع الأصدقاء والمعارف، وتخصيص وقت لنفسي وخلوتي؟
سابعًا: شريك حياتي
كيف أخلق وقتًا ذا جودة لنفسي مع الحرص على تخصيص وقت كاف وبذات الجودة للطرف الآخر.
ثامنًا: العائلة
كيف أقوم بواجباتي ومسؤولياتي اتجاه عائلتي الممتدة، مع الحفاظ على الحدود الصحية المناسبة؟
تاسعًا: الترفيه
كيف أخلق وقتا للقيام بالأنشطة التي أستمتع بها حقًا مع الحرص على عدم الإفراط والمبالغة فيها؟
خطوات لخلق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟
من خلال الإجابة عن الأسئلة السابقة، لابدّ أنّك قد أخذت فكرة عامة عن كيفية تقسيم وقتك وجهدك بين جميع عناصر الحياة المختلفة. ولعلّك اكتشفت أنّك تمنح بعض الجوانب وقتًا إضافيًا على حساب غيرها، فكيف يمكنك إذن إعادة التوازن إلى حياتك؟
فيما يلي بعض الخطوات البسيطة التي ستضعك على الطريق الصحيح، وتساعدك على الفصل بين العمل وحياتك الشخصية مع الحرص على إيجاد وقت كافٍ لنفسك وللأنشطة الترفيهية التي تستمتع بها.
1- ضع جدولاً زمنيا والتزم به
أجل، جدول كلّ دقيقة في يومك، وسترى العجائب! صحيح أنّ هذا الأمر قد يبدو لك مرهقًا وخانقًا أحيانًا، غير أنّ تخطيط يومك بأدق التفاصيل سيمنحك المزيد من الحرية. حيث يسهم تخصيص مهامّ معيّنة لتنفيذها خلال فترات زمنية محدّدة في جعلك قادرًا على القيام بكلّ ما تريد في الوقت الذي تريد. أليس هذا رائعًا!
بدلا من التفكير في جدول مواعيدك المنظّم على أنّه قائمة مهام وحسب، انظر إليه على أنّه وعد تقطعه على نفسك لتفي بالالتزامات الأكثر إلحاحًا في حياتك. وبهذا ستتجنّب تضييع وقتك على الأمور السخيفة في كل لحظة متيحًا لنفسك الوقت الكافي للتركيز على المهام الأكبر والأكثر أهمية.
2- لا تسمح لجانب من حياتك أن يتداخل مع الجوانب الأخرى
ما قد تعتبره أمرًا بريئًا عارضًا اضطررت للقيام به مرّة واحدة، قد يتحول مستقبلاً إلى خلل كبير في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. قراءة بريد إلكتروني مهني خلال تناولك العشاء في منزلك، أو الاتصال بعميل أثناء إجازتك أو غيرها من مثل هذه الأمور قد تؤدي فيما بعد إلى أن تطغى حياتك المهنية على حياتك الشخصية.
هذا لا يعني أنّ العمل من المنزل أمر خاطئ، على العكس، ربما يعدّ واحدًا من أنجح الوسائل لإتمام المهام، لكن عليك أن تعرف تمامًا متى تعمل ومتى ترتاح. إن كنت تجري اتصالات على الدوام من منزلك، أو وجدت نفسك تردّ على الرسائل الإلكترونية المهنية معظم الوقت، ستشعر بعد بعض الوقت أنّ حياتك الشخصية ليست سوى امتداد لحياتك في المكتب. ولن يمضي الكثير من الوقت قبل أن يتداعى توازن حياتك.
3- جدولك الزمني وحده ليس كافيًا!
تنظيم يومك حسب جدول زمني دقيق ليس سوى نصف المعركة، فما فائدة أن تخصص وقتًا تقضيه مع صديقك إن كان صديقك هذا في رحلة عمل حينها؟
حتى تتمكّن من الاستفادة من يومك وتحقيق التوازن الأعظم في جميع جوانب حياتك احرص على التعرّف على الجداول الزمنية للأشخاص المحيطين بك، حتى تضمن ألاّ يحدث أيّ تعارض بينها.
تذكّر دومًا أن التوازن الحقيقي بين الحياة والعمل لا يعني تخصيص الوقت الكافي لكلّ جانب من جوانب حياتك وحسب. بل إنّه يتمحور أيضًا حول أن تكون متواجدًا في اللحظات المهمّة أيضًا. قضاءُ 50 ساعة أسبوعيًا في العمل
لن يكون ذا قيمة إن أجبرك على تضييع فرصة حضور اجتماع مهمّ في مقرّ شركة شقيقة أو الالتقاء بعميل مهم. والوصول إلى المنزل مبكرًا لن يكون أمرًا جيّدًا إن عنى ذلك التخلّف عن حضور حفل زفاف صديقك المقرّب. احرص دومًا على تحديد اولوياتك وبناء جدولك وفقًا لها.
4- حلّل وقتك
كيف تقضي وقتك حقًا؟ ما هي نسبة يومك التي تقضيها في العمل مع العملاء؟ في إدخال البيانات؟ أو في التحقق من رسائل البريد الإلكتروني؟ إن تحقيق أقصى استفادة من وقتك يعني أن تقضيه فيما يعود عليك بالفائدة، ولن تتمكّن من ذلك إن كنت لا تعرف كيف تنفق وقتك في المقام الأول.
إحدى الطرق الفعّالة لمكافحة تضييع الوقت تتمثل في تحليله. تذكّر وقتك ذو قيمة بالنسبة لك ولمؤسستك. يمكنك استخدام إحدى التطبيقات التي تتبع كيفية إنفاق وقتك، ومن ثمّ مراجعة النتائج بعد بضعة أسابيع. تأكّد من أنّك لا تقضي وقتًا أكثر من اللازم في أداء المهام البسيطة، وإن وجدت نفسك تقضي فترات طويلة في العمل، فحاول العثور على الجوانب التي يمكنك اختصارها لتركّز أكثر على حياتك الشخصية وتعيد التوازن إلى وضعه الصحيح.
5- فكّر أبعد من مجرّد الوقت
قد تعتقد أن تخصيص الوقت الكافي لأداء المهام المختلفة سواءً كانت شخصية أم لا هو كلّ ما تحتاجه لتحقيق التوازن في حياتك. لكن لابدّ أن تعي أنّ الأمر ليس مجرّد لعبة أرقام. أن تكون في مكان ما جسديًا يختلف كلّ الاختلاف عن معنى أن تكون متواجدًا حقًا.
جميعنا سبق لنا أن حضرنا اجتماعًا عائليًا أو مناسبة ما وبالنا مشغول بالمهام التي علينا إنجازها في اليوم التالي في العمل. وكثير منّا توجّه إلى مكتبه صباحًا في حين بقيت أفكاره تدور حول ما حدث في المنزل بالأمس.
التوازن الحقيقي بين العمل والحياة الشخصية يعني تحقيق التوازن في طاقتك أيضًا. فإن كنت متعبًا ومرهقًا، لن تتمكّن من أداء عملك على أتمّ وجه حتى لو قضيت فيه أضعاف الوقت المطلوب منك. لذا احرص دومًا على مراقبة مستوى طاقتك ونشاطك. إن وجدت نفسك مرهقًا، فلا تتردّد في أن تأخذ قسطًا من الراحة.
إن شعرت أنّك بحاجة لوقت مستقطع، فلا بأس بأخذ إجازة قصيرة. في حال تعبت من المسؤليات العائلية التي تقع على عاتقك، اقضِ بعض الوقت بمفردك لتصفي ذهنك. وتذكر دومًا، المسألة ليست دومًا مسألة وقت.
من خلال تطبيق الخطوات البسيطة السابقة، والالتزام بها ستتمكّن تدريجيا من التحكم في حياتك بصورة أفضل. وشيئًا فشيئًا ستجد أنّك أصبحت أكثر قدرة على تخصيص وقت مناسب لكلّ جانب من جوانب حياتك. وسترى نتائج ذلك على مدى سعادتك ورضاك اتجاه نفسك.